
الإدارة الموقفية وتأثيرها على أداء المنظمة
تُعد الإدارة الموقفية أحد المفاهيم الحديثة في علم الإدارة، وهي تقوم على مبدأ أن القائد أو المدير يجب أن يغيّر أسلوبه القيادي بحسب طبيعة الموقف، ومدى جاهزية الفريق، وخبرة الأفراد. لا يعتمد هذا الأسلوب على نمط قيادة واحد، بل على مرونة القائد في استخدام أساليب مختلفة حسب الحاجة، مثل التوجيه، التدريب، الدعم، أو التفويض
:المبادئ الأساسية للإدارة الموقفية يرتكز هذا النموذج على عنصرين رئيسيين
مستوى نضج الموظف: أي مدى كفاءته، وخبرته، وتحفيزه الذاتي
أسلوب القيادة المناسب: مثل القيادة التوجيهية عندما يكون الموظف غير متمكن، أو القيادة التفويضية عندما يكون الموظف متمكنًا ومستقلاً
المدير الموقفي الناجح هو من يستطيع قراءة الواقع بدقة، وتقييم المواقف والموارد البشرية بطريقة واقعية، ثم اتخاذ قرارات تتناسب مع تلك المعطيات
التأثير على أداء المنظمة
تحسين الإنتاجية : عندما يحصل كل موظف على نوع القيادة الذي يناسبه، فإنه يصبح أكثر قدرة على أداء المهام بكفاءة. الموظف الجديد مثلاً يحتاج إلى توجيه واضح، بينما الموظف المتمكن يحتاج إلى مساحة أكبر لاتخاذ القرارات
رفع الروح المعنوية: الموظفون يشعرون بأن المدير يفهم احتياجاتهم ولا يفرض عليهم أسلوبًا واحدًا في التعامل. هذا يولّد الثقة، ويزيد من الالتزام، ويخلق بيئة عمل صحية
تعزيز المرونة التنظيمية: المنظمات التي تتبنى الإدارة الموقفية تكون أكثر قدرة على التعامل مع الأزمات والتغيرات، لأن القيادة فيها مبنية على تحليل الموقف الفعلي وليس على قواعد جامدة
تطوير الكفاءات: الإدارة الموقفية تساعد في بناء قدرات الموظفين من خلال التوجيه والتدريب والدعم المستمر، مما يسهم في إعداد كوادر مستقبلية قادرة على القيادة
تقليل التكاليف الناتجة عن سوء الإدارة: استخدام الأسلوب القيادي المناسب يقلل من معدل الدوران الوظيفي، والأخطاء التشغيلية، والنزاعات، وكلها أمور تؤثر على الأداء العام
الخلاصة
الإدارة الموقفية ليست مجرد أسلوب حديث، بل هي ضرورة في بيئات العمل المتغيرة. اعتمادها يعزز من فعالية القيادة، ويُسهم في رفع أداء الأفراد والمنظمة ككل. وفي عصر تتغير فيه المعطيات بسرعة، تصبح القدرة على التكيف واختيار الأسلوب القيادي المناسب عاملًا حاسمًا في تحقيق النجاح المؤسسي